يشترك كل من الأقانيم الثلاثة في خلاصنا. فالآب قد ابتكر الخطة “كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ” (أفسس 1: 4). وقد أصدرها بسلطانه في قديم الأزل (رومية 8: 29 – 30) ولكنه نفذها في ملء الزمان. أي أن ما تم تصميمه أبديًا قبل الأزمنة، قد تحقق في ملء الزمان. وقد تضمنت الخطة وسيلة الخلاص (موت يسوع على الصليب)، والهدف (غفران الخطايا)، والمستفيدين (المؤمنين بيسوع وعمله كما أعلن في الكتاب المقدّس). وقد ذكر يسوع هذه الخطة عندما كان يتحدث مع نيقوديموس، فقال له: عن الله “لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ”. (يوحنا 3: 17).
وقد تضمن عمل يسوع في الخطة الأبدية أن يأتي إلى الأرض باعتباره إعلان الله النهائي (عبرانيين1: 1– 2)، وأن يموت على الصليب كذبيحة عن خطايا البشرية “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا 3: 16)، ويقوم من الأموات “الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (بطرس الأولى 3: 21)، ويكون الوسيط (الذي يتوسط) بين الآب والبشرية “لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ” (تيموثاوس الأولى 2: 5). فقد اشتُرينا بدم المسيح الثمين، الحمل الذي بلا عيب ولا دنس “وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: “مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا لله بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ” (رؤيا 5: 9).
وكان دور الروح القدس أن يوحي الأسفار المقدّسة “لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (بطرس الثانية 1: 21)، وأن يبكت الخطاة على خطاياهم فيقودهم للمسيح ويجدد المؤمنين (أي يعطيهم حياة جديدة، أي حياة روحية) “لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ”
(تيطس 3: 5)، ويختم المؤمنين ليوم الفداء “وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ.” (أفسس 4: 30)، ويقوي المؤمنين لكي يغلبوا الخطية ويعيشوا حياة بارة (غلاطية 5: 22 – 23)، ويمنحهم المواهب الروحية “وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ.” (كورنثوس الأولى 12: 11).
لؤلؤة الحكمة: إلهنا هو الله المهوب، وقد قدم لنا خطة خلاص مهوبة.