skip to Main Content

مقدمة

لقد‭ ‬عرفنا‭ ‬أن‭ ‬يسوع‭ ‬ولد‭ ‬بدون‭ ‬خطية‭ ‬أصلية،‭ ‬وبدون‭ ‬طبيعة‭ ‬خاطئة،‭ ‬بفضل‭ ‬حقيقة‭ ‬أنه‭ ‬ولد‭ ‬من‭ ‬عذراء‭ ‬بدون‭ ‬أب‭ ‬بشري‭. ‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬سنذهب‭ ‬إلى‭ ‬خطوة‭ ‬أبعد‭ ‬ونوضّح‭ ‬أنَّ‭ ‬يسوع‭ ‬عاش‭ ‬حياته‭ ‬كلها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬ولو‭ ‬خطية‭ ‬واحدة‭. ‬فقد‭ ‬عاش‭ ‬ومات‭ ‬دون‭ ‬وصمة‭ ‬الخطية‭. ‬
هناك‭ ‬حقيقة‭ ‬أكيدة‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هجينًا،‭ ‬أي‭ ‬نصف‭ ‬إله‭ ‬ونصف‭ ‬إنسان،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬إنسانًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬وإلهًا‭ ‬حقيقيًا،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬الطبيعتين‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الطبيعتان‭ ‬منفصلتين‭ ‬لدى‭ ‬المخلّص‭ ‬ومتميِّزتين‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬ناحية‭. ‬فكانت‭ ‬بشرية‭ ‬يسوع‭ ‬هي‭ ‬نفس‭ ‬بشريتنا‭ ‬تمامًا،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬ظاهرة‭ ‬بشرية‭ ‬مميزة،‭ ‬فكان‭ ‬إنسانًا‭ ‬مثاليًا‭ ‬كاملاً‭ ‬وطبيعيًا‭.‬
لكن‭ ‬تفرّد‭ ‬يسوع‭ ‬كان‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬حياته‭ ‬المعصومة‭ ‬من‭ ‬الخطأ،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬حياة‭ ‬نقية‭ ‬وطاهرة‭ ‬تمامًا‭.‬

1-‭ ‬معنى‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح

الخطية‭ ‬هي‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭ ‬وتحقيقها،‭ ‬والعصمة‭ ‬من‭ ‬الخطية‭ ‬هي‭ ‬التنفيذ‭ ‬الكامل‭ ‬لمشيئة‭ ‬الله‭. ‬عبرانيين‭ ‬10‭: ‬7،‭ “‬ثُمَّ‭ ‬قُلْتُ‭: ‬هنَذَا‭ ‬أَجِيءُ‭… ‬لأَفْعَلَ‭ ‬مَشِيئَتَكَ‭ ‬يَا‭ ‬أَللهُ‭.” ‬
يوحنا‭ ‬17‭: ‬4،‭ “‬‭…‬الْعَمَلَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَيْتَنِي‭ ‬لأَعْمَلَ‭ ‬قَدْ‭ ‬أَكْمَلْتُهُ‭. “‬
الخطية‭ ‬هي‭ ‬مخالفة‭ ‬ومعارضة‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭ ‬والحيدان‭ ‬نحو‭ ‬طريق‭ ‬الشر‭.‬
والخطية‭ ‬هي‭ ‬أمر‭ ‬خارجي‭ (‬الكذب،‭ ‬السرقة،‭ ‬القتل‭)‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬أمر‭ ‬داخلي‭. ‬
فيقول‭ ‬متّى‭ ‬15‭: ‬19‭ ‬إنّ‭ ‬أفكار‭ ‬القلب‭ ‬هي‭ ‬أصل‭ ‬الأفعال‭ ‬الشريرة‭ ‬اللاحقة‭ ‬لها‭. ‬
وقد‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬بلا‭ ‬خطية‭ ‬سواء‭ ‬خارجية‭ ‬أو‭ ‬داخلية‭. ‬
وكان‭ ‬متّفقًا‭ ‬ومنسجمًا‭ ‬بالكامل‭ ‬وفي‭ ‬كلّ‭ ‬وقت‭ ‬مع‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬صالح‭ ‬ومقدّس‭. ‬
عبرانيين‭ ‬7‭: ‬26‭ ‬يصف‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح‭ ‬باعتباره‭ “‬‭…‬قُدُّوسٌ‭ ‬بِلاَ‭ ‬شَرّ‭ ‬وَلاَ‭ ‬دَنَسٍ،‭ ‬قَدِ‭ ‬انْفَصَلَ‭ ‬عَنِ‭ ‬الْخُطَاةِ‭ ‬وَصَارَ‭ ‬أَعْلَى‭ ‬مِنَ‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭.”‬
كما‭ ‬يصفه‭ ‬بطرس‭ ‬بأنه‭ “‬‭… ‬حَمَل‭ ‬بِلاَ‭ ‬عَيْبٍ‭ ‬وَلاَ‭ ‬دَنَسٍ‭…‬‭” (‬1بطرس‭ ‬1‭: ‬19‭)‬،‭ ‬وتتكرر‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬عبرانيين‭ ‬9‭: ‬14‭ ‬أيضًا‭. ‬

2-‭ ‬حقيقة‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح

يتكرر‭ ‬تعبير‭ ‬‭”… ‬فَتَاكَ‭ ‬الْقُدُّوسِ‭ ‬يَسُوعَ‭…” ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬4‭: ‬27،‭ ‬30‭ ‬مرتين،‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬ولادته‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬قدوسًا‭ ‬وطاهرًا‭ ‬وبلا‭ ‬خطية‭ ‬أو‭ ‬نقص‭. ‬
كما‭ ‬أدرك‭ ‬الشياطين‭ ‬واعترفوا‭ ‬بأنَّ‭ ‬يسوع‭ ‬هو‭ “‬قُدُّوسُ‭ ‬اللهِ‭” (‬مرقس‭ ‬1‭: ‬24‭). ‬وصرخ‭ ‬الشياطين‭ ‬في‭ ‬لوقا‭ ‬4‭: ‬34،‭ “‬أَنَا‭ ‬أَعْرِفُكَ‭ ‬مَنْ‭ ‬أَنْتَ‭: ‬قُدُّوسُ‭ ‬اللهِ‭!‬‭”.‬
أما‭ ‬أقوى‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح‭ ‬فليس‭ ‬في‭ ‬شهادة‭ ‬الشياطين،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬الصريحة‭ ‬الموحى‭ ‬بها‭. ‬فنحن‭ ‬نؤمن‭ ‬أنَّ‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬حق‭.‬
1بطرس‭ ‬2‭: ‬21،‭ ‬22،‭ “‬الْمَسِيحَ‭… ‬الَّذِي‭ ‬لَمْ‭ ‬يَفْعَلْ‭ ‬خَطِيَّةً،‭ ‬وَلاَ‭ ‬وُجِدَ‭ ‬فِي‭ ‬فَمِهِ‭ ‬مَكْرٌ‭.”‬
1يوحنا‭ ‬3‭: ‬5،‭ “‬وَتَعْلَمُونَ‭ ‬أَنَّ‭ ‬ذَاكَ‭ ‬أُظْهِرَ‭ ‬لِكَيْ‭ ‬يَرْفَعَ‭ ‬خَطَايَانَا،‭ ‬وَلَيْسَ‭ ‬فِيهِ‭ ‬خَطِيَّةٌ‭.‬‭ “‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أثر‭ ‬لخطية‭ ‬في‭ ‬مخلصنا‭ ‬المبارك‭. ‬
2كورنثوس‭ ‬5‭: ‬21،‭ “‬لأَنَّهُ‭ ‬جَعَلَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬لَمْ‭ ‬يَعْرِفْ‭ ‬خَطِيَّةً،‭ ‬خَطِيَّةً‭ ‬لأَجْلِنَا،‭ ‬لِنَصِيرَ‭ ‬نَحْنُ‭ ‬بِرَّ‭ ‬اللهِ‭ ‬فِيهِ‭.” ‬فيسوع‭ ‬لم‭ ‬يتعامل‭ ‬أبدًا‭ ‬مع‭ ‬الخطية،‭ ‬فكان‭ ‬يسوع‭ ‬والخطية‭ ‬غريبين‭ ‬وبعيدين‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭. ‬
عبرانيين‭ ‬4‭: ‬15،‭ “‬لأَنْ‭ ‬لَيْسَ‭ ‬لَنَا‭ ‬رَئِيسُ‭ ‬كَهَنَةٍ‭ ‬غَيْرُ‭ ‬قَادِرٍ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَرْثِيَ‭ ‬لِضَعَفَاتِنَا،‭ ‬بَلْ‭ ‬مُجَرَّبٌ‭ ‬فِي‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬مِثْلُنَا،‭ ‬بِلاَ‭ ‬خَطِيَّةٍ‭.” ‬
وكل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬رجاء‭ ‬في‭ ‬مجيء‭ ‬المسيح‭ ‬الثاني‭ “‬‭…‬بِهِ،‭ ‬يُطَهِّرُ‭ ‬نَفْسَهُ‭ ‬كَمَا‭ ‬هُوَ‭ ‬طَاهِرٌ‭.” ‬1يوحنا‭ ‬ 3‭: ‬3‭. ‬فكان‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬هو‭ ‬الطهارة‭ ‬المطلقة‭. ‬

3-‭ ‬الشهادة‭ ‬عن‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح

شهادة‭ ‬يسوع‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬ذاته‭: ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬يرى‭ ‬الخطية‭ ‬في‭ ‬الآخرين‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يرَ‭ ‬خطيّة‭ ‬في‭ ‬نفسه‭. ‬
يوحنا‭ ‬8‭: ‬46‭ ‬‭”‬مَنْ‭ ‬مِنْكُمْ‭ ‬يُبَكِّتُنِي‭ ‬عَلَى‭ ‬خَطِيَّةٍ؟‭”‬
كان‭ ‬المسيح‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬الوحيد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يزعم‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بصدق‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬آدم‭. ‬
لم‭ ‬يرتكب‭ ‬يسوع‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬أو‭ ‬طلب‭ ‬غفرانًا‭ ‬لأجل‭ ‬خطية‭ ‬قام‭ ‬بها‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يَعبُر‭ ‬أي‭ ‬فكر‭ ‬شرير‭ ‬على‭ ‬ذهنه‭ ‬القدوس‭ ‬الكامل‭. ‬
قام‭ ‬بيلاطس‭ ‬البنطي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحاكمه‭ ‬بامتحانه‭ ‬وقال‭ “‬أَنَا‭ ‬لَسْتُ‭ ‬أَجِدُ‭ ‬فِيهِ‭ ‬عِلَّةً‭ ‬وَاحِدَةً‭.” (‬يوحنا‭ ‬18‭: ‬38‭)‬‭. ‬ويا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬شهادة‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬حاكم‭ ‬مسؤول‭ ‬له‭ ‬سلطان‭! ‬
كما‭ ‬أنَّ‭ ‬زوجة‭ ‬بيلاطس،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لها‭ ‬أية‭ ‬علاقة‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬شخصي‭ ‬بالمسيح،‭ ‬حلمت‭ ‬حلمًا‭ ‬وأرسلت‭ ‬لزوجها‭ ‬تقول‭ ‬له‭ ‬‭”‬إِيَّاكَ‭ ‬وَذلِكَ‭ ‬الْبَارَّ،‭ ‬لأَنِّي‭ ‬تَأَلَّمْتُ‭ ‬الْيَوْمَ‭ ‬كَثِيرًا‭ ‬فِي‭ ‬حُلْمٍ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِهِ‭.”‬‭ (‬متّى‭ ‬27‭: ‬19‭)‬‭. ‬
حتى‭ ‬اللص‭ ‬على‭ ‬الصليب،‭ ‬قال‭ ‬وهو‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬يسوع‭: ‬‭”‬وَأَمَّا‭ ‬هذَا‭ ‬فَلَمْ‭ ‬يَفْعَلْ‭ ‬شَيْئًا‭ ‬لَيْسَ‭ ‬فِي‭ ‬مَحَلِّهِ‭.”‬‭ (‬لوقا‭ ‬23‭: ‬41‭)‬‭. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬شهادة‭ ‬قاتل‭ ‬مذنب‭ ‬يموت‭ ‬صلبًا‭ ‬لأجل‭ ‬خطيته‭. ‬
يهوذا‭ ‬الاسخريوطي،‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬تلاميذ‭ ‬ربنا‭ ‬يسوع‭ ‬في‭ ‬خدمته‭ ‬الأرضية‭. ‬رأى‭ ‬يهوذا‭ ‬معجزات‭ ‬يسوع،‭ ‬وسمع‭ ‬تعاليمه،‭ ‬ولاحظه‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬خانه‭ ‬لأجل‭ ‬ثلاثين‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الفضة‭. ‬
وقد‭ ‬اعترف‭ ‬يهوذا‭ ‬في‭ ‬متّى‭ ‬27‭: ‬4،‭ ‬بعد‭ ‬إدانة‭ ‬يسوع‭ ‬بقوله‭ ‬‭”‬قَدْ‭ ‬أَخْطَأْتُ‭ ‬إِذْ‭ ‬سَلَّمْتُ‭ ‬دَمًا‭ ‬بَرِيئًا‭.”‬‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬أي‭ ‬واحد‭ ‬قد‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يلمح‭ ‬عيبًا‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬أو‭ ‬ضعفًا‭ ‬أو‭ ‬خطية‭ ‬في‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح،‭ ‬لكان‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬تلاميذه‭ ‬الذين‭ ‬عاش‭ ‬بينهم‭ ‬وأكل‭ ‬وشرب‭ ‬ومشى‭ ‬معهم‭. ‬وهكذا‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬خاليًا‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬الخطية‭. ‬
كما‭ ‬قال‭ ‬قائد‭ ‬المئة‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬لوقا‭ ‬23‭: ‬47،‭ ‬‭”‬بِالْحَقِيقَةِ‭ ‬كَانَ‭ ‬هذَا‭ ‬الإِنْسَانُ‭ ‬بَارًّا‭!”‬‭ ‬
وهي‭ ‬شهادة‭ ‬رائعة‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬مئة‭ ‬روماني‭. ‬

4-‭ ‬مجادلات‭ ‬ضد‭ ‬عصمة‭ ‬المخلّص

ينكر‭ ‬البعض‭ ‬أنَّ‭ ‬العصمة‭ ‬ممكنة‭. ‬لكن‭ ‬حقيقة‭ ‬أنَّ‭ ‬العصمة‭ ‬هي‭ ‬أمر‭ ‬منافٍ‭ ‬للمنطق،‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الحقائق‭ ‬المثبتة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدّس‭. ‬
يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬حيث‭ ‬إنَّ‭ ‬يسوع‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬للتجربة،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬عرضة‭ ‬للخطية‭ ‬كذلك‭.‬
لكن‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬حدّ‭ ‬ذاتها‭ ‬ليست‭ ‬خطية،‭ ‬بل‭ ‬الاستسلام‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬الخطية‭. ‬
وقد‭ ‬تعرّض‭ ‬يسوع‭ ‬لتجارب‭ ‬من‭ ‬الشيطان‭ ‬ومن‭ ‬العالم‭ ‬ومن‭ ‬الظروف‭ ‬المختلفة‭ ‬لكي‭ ‬يخطئ،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يستسلم‭ ‬لها‭. ‬
يجادل‭ ‬البعض‭ ‬بأنه‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬يسوع‭ ‬كاملاً،‭ ‬إذًا‭ ‬فالتجارب‭ ‬التي‭ ‬تعرّض‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬متّى‭ ‬4‭: ‬1‭ – ‬11‭ ‬غير‭ ‬واقعية،‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬لإنسان‭ ‬كامل‭ ‬أن‭ ‬يتعرّض‭ ‬للتجربة؟‭ ‬
لكننا‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬آدم‭ ‬وحواء‭ ‬خُلقا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬البراءة‭ ‬بدون‭ ‬خطية،‭ ‬وقد‭ ‬تعرّضا‭ ‬للتجربة‭ ‬واستسلما‭ ‬لها،‭ ‬وأثبتا‭ ‬أنَّ‭ ‬التجربة‭ ‬واقعية‭ ‬حتى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشخص‭ ‬البريء‭. ‬
يقول‭ ‬البعض،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للشر‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬اتجاه‭ ‬نحو‭ ‬الشر،‭ ‬أو‭ ‬ضعف‭ ‬تجاه‭ ‬الخطية؟‭ ‬لكن‭ ‬آدم‭ ‬وحواء‭ ‬أخطآ‭ ‬لأنهما‭ ‬رغبا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬مثل‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬النضج‭ ‬والتقدّم‭. ‬وكانت‭ ‬التجربة‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهما‭ ‬وقد‭ ‬أخطآ‭, ‬ونحن‭ ‬نؤمن‭ ‬أنّ‭ ‬يسوع‭ ‬كان‭ ‬كاملاً‭ ‬وكان‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يخطئ‭ ‬لو‭ ‬أراد،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬إنسانًا‭ ‬كاملاً،‭ ‬وليس‭ ‬إلهًا‭-‬إنسانًا‭ (‬أو‭ ‬مزيجًا‭ ‬بينهما‭). ‬فكانت‭ ‬نصرة‭ ‬يسوع‭ ‬مطلقة‭ ‬وكاملة‭ ‬ولم‭ ‬يستسلم‭ ‬ولو‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬للخطية‭. ‬

5-‭ ‬عواقب‭ ‬إنكار‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح

لو‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬خاطئًا،‭ ‬لكان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬في‭ ‬الجلجثة‭ ‬لأجل‭ ‬خطيته‭ ‬هو‭ ‬الشخصية،‭ ‬ولظللنا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬خطايانا‭.‬
لو‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬خاطئًا،‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ابنًا‭ ‬لله،‭ ‬ولا‭ ‬ابن‭ ‬الإنسان‭ ‬المخلِّص‭.‬
ولو‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬خاطئًا‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذبيحة‭ ‬في‭ ‬الجلجثة‭. ‬
ولو‭ ‬كان‭ ‬المسيح‭ ‬خاطئًا‭ ‬لكانت‭ ‬الكنيسة‭ ‬مؤسسة‭ ‬على‭ ‬رمال‭ ‬متحركة‭ ‬ولكانت‭ ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬وانهارت‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭. ‬
وهكذا‭ ‬فإنَّ‭ ‬إنكار‭ ‬عصمة‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬معناه‭ ‬سلب‭ ‬البشر‭ ‬الخلاص‭ ‬والمخلِّص‭. ‬
فدعونا‭ ‬نُسبِّح‭ ‬الله‭ ‬لأنّ‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدّس‭ ‬يقول‭ ‬إنّ‭ ‬يسوع‭ ‬كان‭ ‬معصومًا‭ ‬وبلا‭ ‬خطية‭ ‬وإن‭ ‬هناك‭ ‬خلاصًا‭ ‬لنا‭ ‬اليوم‭. ‬

6-‭ ‬إظهار‭ ‬ثنائي‭ ‬لعصمة‭ ‬المسيح

سلبيًا‭ ‬ذ‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬ارتكابه‭ ‬لفعل‭ ‬خاطئ‭ ‬أوالتفكير‭ ‬أو‭ ‬الكلام‭ ‬بأمور‭ ‬باطلة‭ ‬أو‭ ‬كاذبة‭. ‬
إيجابيًا‭ ‬ذ‭ ‬بعمل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مرضي‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬دائمًا‭ ‬بالفكر‭ ‬والقول‭ ‬والعمل‭. ‬فالقداسة‭ ‬لها‭ ‬شقان‭: ‬1‭) ‬محبة‭ ‬البر،‭ ‬2‭) ‬وبغض‭ ‬الشر‭. ‬
وقد‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬متزنًا‭ ‬تمامًا‭ ‬لأنه‭ ‬حقق‭ ‬كلّ‭ ‬عناصر‭ ‬العصمة‭ ‬الكاملة‭. ‬

7-‭ ‬نتائج‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح

لكونه‭ ‬معصومًا‭ ‬كان‭ ‬المسيح‭ ‬هو‭ ‬الإعلان‭ ‬الكامل‭ ‬عن‭ ‬الله‭ ‬للبشر‭. ‬
كونه‭ ‬بشرًا‭ ‬ومعصومًا،‭ ‬ضَمِن‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وسيطًا‭ ‬كاملاً‭. ‬وهذا‭ ‬يُظهر‭ ‬أنه‭ ‬نزل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأنه‭ ‬جُرّب‭ ‬ولكنه‭ ‬قاوم‭ ‬وانتصر‭ ‬على‭ ‬التجربة‭. ‬
لكونه‭ ‬بشرًا‭ ‬ومعصومًا،‭ ‬أصبح‭ ‬يسوع‭ ‬ذبيحة‭ ‬مقبولة‭ ‬لأجل‭ ‬خطايانا‭. ‬
كما‭ ‬أنه‭ ‬وضع‭ ‬لنا‭ ‬مثالاً‭ ‬للكمال‭ ‬لكي‭ ‬نتَّبعه،‭ ‬1بطرس‭ ‬2‭: ‬21،‭ ‬22‭. ‬
وقد‭ ‬هيأ‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬سماوي‭ ‬مفتوح‭ ‬لنا‭ ‬بواسطة‭ ‬المخلِّص‭ ‬المعصوم‭ ‬من‭ ‬الخطية‭. ‬

الخلاصة

دعونا‭ ‬نقوم‭ ‬ونُسبِّح‭ ‬الله‭ ‬لأنّ‭ ‬يسوع‭ ‬جاء‭ ‬بدون‭ ‬خطية‭ ‬أصلية‭ ‬وذهب‭ ‬إلى‭ ‬السماوات‭ ‬بلا‭ ‬خطية،‭ ‬لأنه‭ ‬عاش‭ ‬حياة‭ ‬الكمال‭ ‬الأخلاقي‭ ‬المطلق‭. ‬دعونا‭ ‬ننحني‭ ‬ونسجد‭ ‬أمامه‭ ‬عابدين‭ ‬ومسبحين‭ ‬لأجل‭ ‬هذه‭ ‬النصرة‭ ‬الرائعة‭. ‬

فيا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬عظيمة‭ ‬نحملها‭ ‬إلى‭ ‬البشر‭ ‬المقيدين‭ ‬بأغلال‭ ‬الخطية‭ ‬والشهوة‭ ‬والعادات‭ ‬والرغبات‭ ‬الشريرة‭! ‬إنَّ‭ ‬هناك‭ ‬حرية‭ ‬ونصرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المخلِّص‭ ‬المنتصر‭ ‬الكامل‭. ‬

أسئلة‭ ‬للمراجعة

حيث‭ ‬أن‭ ‬يسوع‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أم‭ ‬بشرية‭ ‬وأب‭ ‬إلهي،‭ ‬فهل‭ ‬هو‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الاثنين‭ ‬معًا؟‭ ‬اشرح‭ ‬ذلك‭.‬
ما‭ ‬معنى‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح؟‭ ‬
ما‭ ‬هو‭ ‬الشاهد‭ ‬الكتابي‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يُثبت‭ ‬عصمة‭ ‬المسيح؟‭ ‬
اذكر‭ ‬خمسة‭ ‬شهود‭ ‬لعصمة‭ ‬المسيح،‭ ‬وشهاداتهم‭ ‬القصيرة‭. ‬
هل‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخطئ‭ ‬يسوع‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬متّى‭ ‬4‭: ‬1‭ ‬ذ‭ ‬11؟‭ ‬ولماذا؟‭ ‬
هل‭ ‬كان‭ ‬يسوع‭ ‬هو‭ ‬الكائن‭ ‬الوحيد‭ ‬الكامل‭ ‬الذي‭ ‬تعرَّض‭ ‬للتجربة؟‭ ‬ومن‭ ‬غيره‭ ‬تعرّض‭ ‬لها؟
اذكر‭ ‬أربع‭ ‬نتائج‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬لو‭ ‬أنّ‭ ‬الخطية‭ ‬وُجدت‭ ‬في‭ ‬يسوع‭. ‬
ما‭ ‬هو‭ ‬الإظهار‭ ‬الثنائي‭ ‬لعصمة‭ ‬المسيح؟‭ ‬
اذكر‭ ‬ثلاث‭ ‬نتائج‭ ‬لعصمة‭ ‬المسيح‭. ‬
هل‭ ‬هذه‭ ‬عقيدة‭ ‬أساسية‭ ‬أم‭ ‬ثانوية‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدّس؟‭ ‬ولماذا؟

Back To Top